malouk
الجنس : عدد المساهمات : 4 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 17/02/2013
| موضوع: مقال فلسفي خاص باشكالية العلوم التجريبية والبولوجيا الأحد فبراير 17, 2013 10:34 pm | |
|
الطريقة:جدلية
1- المقدمة :طرح المشكلة.
أن العلوم الطبيعية بصفة عامة ،سواء كانت علوم المادة الجامدة أو علوم المادة الحية ..فإنها لا تخرج عن نطاق الأشياء الحسية الواقعية،فهي تبتدئ منها وتنتهي إليها،لأنها تهدف إلى معرفة الظواهر الطبيعية واكتشاف عللها التي تحكمها،لذلك فهي علوم قائمة كلها على ملاحظة الحوادث الطبيعية،واستقراء الواقع والإصغاء إليه.من هنا ظهرت المنهج التجريبي الذي يعتمد على التجربة كمبدأ للدراسة واعتبارها المقياس الأساسي للعلمية والحكم على قيمة العلوم ،ولهذا نتساءل :هل الدراسة التجريبية مقياس ضروري لتحديد علمية العلم؟ والحكم على قيمته العلمية؟
2- التحليل: محاولة حل المشكلة:
· عرض منطق الأطروحة: في الواقع أن الطريقة التجريبية كمبدأ للمعرفة وكمقياس أساسي لها لم تتضح إلا بعد حدوث الانفصال بين العلم والفلسفة ، واستقلال البحوث العلمية عن الدراسات الفلسفية من حيث الموضوع والمنهج ، على يد رواد المنهج التجريبي الحديث، (فرنسيس بيكون) ،(ج-س- مل)،(نيوتن) ، وغيرهم. وهذا انطلاقا من دراسة الظواهر الطبيعية والاشتغال باكتشاف الواقع المحسوس وعلاقاته القائمة باستخدام المقياس التجريبي ،والابتعاد عن المسائل الميتافيزيقية،والأحكام الذاتية،باعتماد خطوات إجرائية محددة (الملاحظة- الفرضية – التجربة )وتظهر التجربة على أنها أداة تحقق وتأكيد ،وسلطة الحسم والفصل في الحكم على طبيعة الدراسة وقيمة نتائجها ،وبالتالي تتحدد قيمة التجربة كمقياس مبدئي للعمل التجريبي وكمعيار يحدد علمية العلم والشرط الضروري الذي لا بد منه ،لأنها تحتل موقعا محوريا في المنهج التجريبي ، وتستوعب ما يسبقها من خطوات ، وتحكم على قيمة عملها. زيادة على ذلك إن التجربة بموقعها العملي تسمح بتكرار الحوادث للتأكد منها ،ووسيلة حاسمة لقياس بعض الظواهر وتسجيل علاقاتها ، وفرصة لإحداث مركبات جديدة وإبداعية ، والتعبير عن أكبر قدر من الموضوعية.كل هذا جعل من التجربة هي مقياس العلم ، والحكم الأساسي على علمية أي بحث أو دراسة وإلحاقها بركب العلوم وهذا ما أدى إلى اتساع مفهوم التجربة وتنوع مجال استعمالها نتيجة تنوع ميادين البحث وحقول المعرفة التجريبية( ميدان الفيزياء ، الفلك ، الجيولوجيا ، البيولوجيا ، علوم الإنسان ...) وكل هذا أقتضى الاستخدام المرن لمقياس التجربة ، وجعلها تنمو وتتقولب مع طبيعة الموضوعات وخصوصياتها مع الحفاظ على الروح التجريبية كمقياس للحكم على العلمية ،لهذا قال : " غاستون باشلار": إن عمر العلم يقاس بمدى تطور الوسائل التجريبية المستعملة لاكتسابه ".
لكن بالرغم مما قدمته التجربة من نتائج ، وما أفرزته من حيوية في البحث والدراسة، إلا أنها لا تستطيع إن ترتقي إلى مستوى ظمآن النتائج وإثبات اليقين فيها، لأن نتائجها تكتفي بالاحتمال المرجح والتقريبي فقط، لهذا يقول كلودبارنارد: "إن الاستدلال التجريبي يبقى دائما نسبيا ومؤقتا لأنه يمثل علاقات متشعبة هو ليس متيقنا من الإحاطة بها جميعا." ومن ناحية آخري وهذا هو الأهم : هو إن المقياس التجريبي غير متيسر وغير ممكن في كثير من الميادين المعرفية عند الإنسان ، نتيجة اختلاف طبيعة الموضوعات وخصائصها ، التي لا تتلاءم مع الروح التجريبية ومقاييسها ، مما يفرض وجود مقاييس آخري لتحديد علمية العلم وقياس قيمته."
· نقيض الأطروحة:
إن التجربة ليست هي المقياس الأوحد والضروري لتأسيس العلم والبرهنة على شرط العلمية وقيمتها، لهذا يؤكد أصحاب النزعة العقلية أن العقل هو الذي يؤسس العلم ، ويعبر عن القوانين ويفهم الحقائق لهذا يقول ويوال:" إن الحوادث تتقدم إلى الفكر بدون رابطة إلى أن يجيء الفكر المبدع"، ويقول بوانكاري :" نستطيع أن نسأل الطبيعة دائما ، لكنها لا تجيب ، بل نحن نجيب بدلها ."
من هنا نجد أن دراسات مناهج العلوم تؤكد أن البرهنة على الحقائق وإثبات علميتها تقبل أكثر من مقياس ، بحسب طبيعة الموضوع المدروس ، فالقضايا الرياضية مثلا والبرهنة عنها ، تعتمد المقياس الإستنتاجي الصوري ،وتحقق نتائج قمة في الدقة واليقين وبالتالي إثبات العلمية وقيمة النتائج بل حتى صارت العلوم التي تعتمد المقياس التجريبي تتطلع إلى استخدام الرياضيات طمعا في الدقة واليقين والأكثر من هذا : أنه لا علم إلا إذا عبر عن نتائجه بصيغ رياضية وتحويل الكيفيات إلى كميات. من ناحية أخرى نجد أن الدراسات في الظواهر الاجتماعية وكذلك المجالات الاقتصادية تتخذ لإثبات حقائقها علميا ،الاستدلال الإحصائي ، وما يترتب عنه من نتائج موضوعية ، وكل هذا يؤكد أن مقياس العلمية ليس رهبن المعيار التجريبي.
لكن تعدد المقاييس لإثبات علمية العلم لا يعني الانتقاص من قيمة المقياس التجريبي وما يحققه من دقة وإبداع في النتائج ، كما أن المقياس التجريبي يبقى المقياس الأكثر استعمالا والأوسع ميدان بين مختلف العلوم ، مما يدل على فعاليته ونجاعته العلمية.
التركيب:
إن مقياس العلمية وتحديد قيمة العلم ونتائجه ليس واحدا في جميع ميادين الدراسة العلمية ، لأن طبيعة الموضوع هي التي تحدد طبيعة المقياس الذي يتلاءم معه ،ويثبت حقائقه العلمية ، لهذا فالمقياس التجريبي لازم وضروري كمنهج للعمل ، ومبدأ للحكم على العملية في العلوم والموضوعات التي تتناسب معه ،لكنه ليس لازم في ميادين أخرى لا تتفق في طبيعتها وموضوعاتها مع النموذج التجريبي ولكن مع ذلك لها مقاييسها التي تثبت بها علميتها،والاختلاف بينها يبقى في درجة الدقة واليقين.
3- الخاتمة: إن المقياس التجريبي مبدأ ومعيار يتناسب مع طبيعة الظواهر الواقعية الحسية ،برغم ما بينها من
اختلاف وهو الذي يحدد قيمتها العلمية لكنه ليس مقياسا لازما وعاما لكل ميادين وحقول المعرفة
الإنسانية هذا من جهة أما من جهة ثانية فقد قفز بالعلم من مرحلة الحظيظ إلى مرحلة خدمة البشرية .
| |
|
Admin Admin
الجنس : عدد المساهمات : 561 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 01/02/2013 العمر : 34 الموقع : https://mila43.forumalgerie.net
| موضوع: رد: مقال فلسفي خاص باشكالية العلوم التجريبية والبولوجيا الإثنين فبراير 18, 2013 12:39 pm | |
| شكرا نشاالله طلبة الباكالوريا يستفادو من عندك جزاك الله خيرا | |
|
nabil
عدد المساهمات : 12 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 18/02/2013
| موضوع: رد: مقال فلسفي خاص باشكالية العلوم التجريبية والبولوجيا الإثنين فبراير 18, 2013 12:44 pm | |
| merciiiiiiiiiiiiiiiiiii شكرا لكم على معاونتكم لطلبة الباكالوريا | |
|